السبت، 14 فبراير 2009

بداية القصه



هل جربت من قبل أن تسير بدون هدف ؟
أن تسير فى الطرقات دون أن تعرف إين أنت أو إلى أين ستقودك قدماك فى النهايه ؟
هل نظرت يوماً إلى الصورة الكبيرة ..
صورتك أنت وسط هذه الحياة الواسعة ومفترقات الطرق
هل تعلم تحديداً إلى أين تذهب فى حياتك ؟ وأين أنت الأن من هدفك الكبير ؟

سألت ذات مرة أحد أصدقائى كيف استطاع أن يصل إلى هذه الدرجة من الوضوح مع النفس وكيف أستطاع أن يضع أهدافه نصب عينيه ويصل إليها ..


قال لى : كنت طوال حياتى أحلم بأشياء ولا أذكر أننى حققت أياً منها أبداً .. لم يكن السبب كما قد يدعى البعض هو الظروف .. إنما الحقيقة أننى لم أكن أسعى يوماً تجاه تحقيق أحلامى
كنت أكتفى بأن أنظر إليها فى خيالى وأبتسم وكأن معجزه من السماء ستأتى لتحققها لى دون جهد منى
هل تدرى كيف كنت ؟ .. كنت كرجل تمنى أن يسافر إلى جزيره أحلامه .. قرأ عنها فى الكتب وعرف ما فيها من خيرات .. منى نفسه بالذهاب إلى هناك والزواج من احدى الجميلات والحياة فى كوخ وسط أشجار الفاكهة ..
فأخذ مركبا وذهب به فى المحيط .. وبعد عشر سنوات .. نظر فى المرآه فوجد أن شعره قد بدأ فى التساقط والتجاعيد قد بدأت تظهر فى وجهه و الأصعب أنه مازال لم يصل إلى هدفه .. وما زال المركب هائما وسط المحيط ..
ثم تنبه أنه لم يعرف أبداً كيفيه الوصول إلى الجزيره عندما ألقى بمركبة وسط المحيط وبدأ الرحلة ..
عندها فقط قرر أن ينسى ما فات ويبدأ من جديد ..
كان هدفة الأول أن يعرف أين هو وسط تلك الأمواج المترامية ..
أخرج الخرائط وبدأ يقرأ .. بدأ يتعلم ما كتب عن مراقبة النجوم وحركة الشمس ومحاولة تحديد الاتجاهات وبدأ يوما بعد يوم يعرف أكثر ويصل إلى تحديد مكانه بشكل أفضل ..
وأخيراً استطاع أن يحدد مكان جزيرة أحلامه و سبيل الوصول إليها ..

كان هذا الدرس القصير الذى حدثنى عنه هو جوهر التخطيط الاستراتيجى ..
أن تعرف أين انت فى هذه الحياة سواء كنت شخصاً أو مؤسسة
ثم تحدد هدفك بدقة وما الذى تريد أن تكون عليه
ثم تضع خطة الوصول إلى ذلك الهدف

سوف نبدأ معا بإذن الله فى موضوع جديد عن التخطيط الاستراتيجى ، وربما تبدو الكلمه صعبه بعض الشىء كما تعطى انطباعا ان الموضوع سيكون علميا وتخصصيا
إلا أننى سوف اتحدث فى الموضوع بشكل مبسط بعيدا عن الكلام النظرى من تعريف التخطيط وأهدافه ومن هم المعنيون بالتخطيط والرؤيه والرسالة وخلاف ذلك
سوف نتحدث سويا بشكل مباشر لنطبق هذا العلم على حياتنا الخاصه بدون تعريفات معقدة ، وليستطيع كل منا أن يقيم نفسه بصوره علميه ، ويحدد أين هو من هدفه ثم نتعلم الطريق للوصول إلى هذه الأهداف

وسوف يكون الموضوع القادم عن SWOT Analysis او ما يطلق عليه التحليل الرباعى.

وهو الخطوة الاولى فى رحلتنا حيث يمكننا من خلاله أن نحدد أين موقعنا فى تلك الحياة ..

ما هى نقاط القوه التى لدينا وكيف يمكن المحافظة عليها وتنميتها ؟ Strengths
وما هى نقاط الضعف لدينا وكيف يمكن علاجها ؟ Weaknesses

وما هى الفرص المتاحة أمامنا حتى نستطيع استغلالها ؟ Opportunities
وما هى التهديدات التى تواجهنا وكيف يمكن تجنبها ؟ Threats



هناك تعليق واحد:

يشرفنا تعليقك على الموضوعات

Sitemeter