الاثنين، 28 يوليو 2014

مشكلة اللوجو !


ناس كتير بتدرس  شهادة المحاسب الإدارى المعتمد CMA   ومدربين أو بعض اللى عاملين صفحات للدراسة بيستخدموا اللوجو الأول الى فى الصورة لصفحاتهم  ، وفى الحقيقة دا خطأ  كبير وبيوحى بإن صاحب الصفحة شخص لا يتحرى الدقة فى ما ينقل وربما بعض معلوماته قد تكون غير سليمة نتيجة  جمعها بدون تفكير من مواقع الأنترنت  ، ومع إن اللوجو الأزرق لونه لطيف لكن للأسف اللوجو صاحب اللون الأزرق دا لوجو شهادة  المحاسب الإدارى المعتمد CMA  الكندية ودى شهادة مصممة خصيصا للكنديين والعاملين فى مجال المحاسبة الإدارية داخل كندا فقط ، وليس لها علاقة نهائيا بالشهادة الدولية الأمريكية .

اللوجو الاخير فى الصورة هو الخاص بشهادة المحاسب الإدارى المعتمد الأمريكية وهى الشهادة الدولية التى تغطى أنحاء مختلفة من العالم بعكس الشهادة الكندية .

ومن الجدير بالذكر أنه بالرغم من صعوبة إجراءات  التسجيل للحصول على الشهادة الكندية إلا أن نسب النجاح فى اختباراتها أعلى بكتير من الشهادة الدولية الأمريكية حيث تقارب نسب النجاح فيها  أكثر من ضعف نسب النجاح فى الشهادة الأمريكية والتى بلغت تقريباً 35% - 42%  للشهادة الامريكية على مستوى العالم و 21% - 29% على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وذلك بالنسبة للمتقدمين للاختبارات خلال الفترة من يناير وحتى أكتوبر 2013  .
وعلى الرغم من تشابة المواد بشكل كبير جدا بين مواد الشهادتين إلا انه لا يوجد معادلة للشهادة بين أمريكا وكندا بل يضطر طالب الحصول على الشهادة الكندية او العكس إعادة الأختبارات  من جديد .



لو عجبتك المعلومة  أو أول مرة تسمعها إنضم للصفحة على الفيس بوك  إضغط هنا علشان يوصلك كل جديد  ...
 

السبت، 17 مايو 2014

كيف تصبح مليونيرا


منذ عدة سنوات دعتنى إحدى شركات التدريب للمشاركة فى مجموعة من برامج التدريب فى مجال التنمية البشرية والتى كانت موضة ذلك الوقت وخاصة بعد أن أستطاع أحد المبادرين أن يحقق نجاها باهرا فى نشر فكر التنمية البشرية فى مصر ، وبعدها قام العديد بمحاولة استنساخ شخصيته وربما مقولاته وحركاته ، حتى أصبح الأمر كوميديا وربما كارثياً أيضاً .
ولأن تخصصى هو العلوم المالية والإدارية فقد وافقت  بعد أن قمت باختيار عدد من الموضوعات الإدارية التى يمكن تطبيقها على الأفراد ، والتى يمكن أن تكون إضافة لهم إذا قاموا باستغلالها على المستوى الشخصى .

وتصادف أثناء ذهابى لمقابلة مديرى الشركة لترتيب الموضوعات أن قابلت أحد المدربين العرب الذى بدأت الشركة بعمل حملة دعائيه لمحاضراته تحت اسم "كيف تصبح مليونيرا" وتم تقديمه فى الدعايه على أنه من أفضل المدرب العرب المحترفين فى مجال التنمية البشرية .. كان شابا صغيرا ربما لم يتجاوز بدايات أعوامه العشرين ، أسمر اللون ، مبتسم الملامح ، وتم التعارف أثناء انتظارنا فى غرفة الاجتماعات ، وسألته عن البرنامج التدريبى الخاص به فأجابنى بكل فخر أنه برنامج لمساعدة الشباب لتحقيق الملايين فى أقصر وقت .. كان أمراً مبهرا وخاصة أننى لست من أصحاب الملايين ، ربما لأننى لا أهتم عادة بالمال أو ربما لأن المال لا يهتم بى .. إلا ان ما أثار تعجبى للحظات أن هذا الفتى والذى لابد أنه مليونيرا جاء لينقل تجربته للشباب كان يرتدى ملابسا رديئة بعض الشىء لا توحى بالثراء ، ولكننى لم أهتم كثيرا لهذا الأمر فبعض العرب الذين يرتدون دائما الزى الوطنى فى بلادهم لا يجيدون أرتداء الملابس الغربيه بسبب عدم التعود ليس إلا .. ولكن خاطرا ما جعلنى أسمع منه وهو يتحدث بكل فخر عن برنامجه الرائع وكيف حقق النجاح فى مجموعة كبيره من الدول العربيه ، قبل أن أساله إن كان من المليونيرات فابتسم مجيباً بانه ليس بعد .. سألته إن كان يمتلك بيتا كبيرا فى بلده أو سيارة فارهة ، فأجاب خجلا مرة أخرى بالنفى ، قبل أن يحاول أن يبرر ان ما يقوم بتعليمه للناس هو تطبيقات وليس خبرات وأنه ليس من الضرورى أن يكون قد أصبح مليونيرا ليعلم الناس كيف يستفيدوا من الأمر .. فقلت أننى أعتقد أن المدرب يجب أن يكون قد أختبر ما يقوم بتدريبه ، فالتدريب ما هو إلا نقل للخبرات والتجارب التى تعطى للعلم معنى وتضع الفرق بين المدرب وناقل العلم ..
وابتسمت فى وجهه مشجعا وأخبرته اننى أقدر نجاحه فيما يقوم به ، وعندما جاء مدير الشركة مبتسماً ، أطريت على المدرب الشاب وحماسه ، وأثنيت على الشركة ، ثم قدمت أعتذارى عن الاستمرار فى المشاركة و تعللت بالانشغال الشديد نظرا لظروف طارئة ووعدته بمحاولة العمل مع شركته فى برامج قادمة إن تيسر الأمر  ..

طوال فترة عملى لم أقبل أبداً المشاركة فى تقديم ما هو أقل من المستوى حتى وإن خسرت البعض وحتى وإن أساء فهمى البعض الأخر ، فالعلم الذى هو رسالة الأنبياء لا يجب أن يكون تجارة أو مجالا لخداع الناس واللعب بأحلامهم .. واليوم بعد مرور كل هذه السنوات لا زلت لا أمتلك الملايين ولكن بقيت لى القناعة والرضا التام بما أفعل وأقدم ، ولا أدرى إن كان صاحب محاضرة الملايين قد أستطاع مساعدة الشباب على تحقيق أحلامهم ، أم أكتفى من العمل فى مجال التدريب بعد أن حقق حلمه الشخصى وأضحى من أصحاب الملايين مما جمعه من أموال المتدربين الباحثين عن سر الثراء السريع .



السبت، 25 يناير 2014

البئر - قصة قصيرة

كما هو يبهرنى كلما تكلم وأرى نفسى أمامه كطفل صغير لا زال ينظر إلى الدنيا كأنه يحيا وسط عمالقة ولا يعلم سر ضعفه وقلة حيلته وسط هذا العالم الكبير ..

سألته عن سر التعصب الذى يجعل المرء يغلق سمعه وقلبه ويصر على رأيه بل ويصل به الأمر إلى مقاطعة أخيه إذا خالفة الرأى .. فابتسم ابتسامه الرجل الذى رأى من الدنيا الكثير وقال ..

"دعنى أضرب لك مثلا برجل يعيش فى مكان بعيد عن الحضر وأمام بيته بئر ماء والبئر الأخر يبعد عن بيته ساعة سير على الأقدام .. أما البئر الذى امام بيته فقد سمع من أبيه الذى سمع من اخرين بخطر الشرب منه لسبب ما ، فظل الرجل لمدة ثلاثين سنه يخرج فى الحر او البرد وأمامه الماء فى البئر القريب فيتركه ويسير إلى البئر الأخر ليحمل الماء ويعود به مرة أخرى إلى بيته .. ظل الرجل كذلك حتى جاء ساكن جديد لا يعلم شيئاً عن المكان ليسكن بجوار الرجل .. وعندما هم الساكن الجديد بالشرب من البئر الذى امام الدار خرج إليه الرجل محذرا ولكن الساكن لم يستجب وأنكر ان يكون بالبئر سوء وشرب .. والعجيب فى الأمر أنه لم يحدث له أى شىء .. مرت أيام ولم يحدث له مايضر .. والرجل يذهب كعادته إلى البئر البعيد ليجلب الماء بينما جاره الجديد يشرب من البئر المحرم ولا يصيبه مكروه .. فعاد الرجل ليسأل أباه عن سر البئر فلم يعرف الأب مصدر الأمر تحديدا سوى أنه سمعه من أبيه وقد عوده على الأمر كما تعود .. وأزدادت حيرة الرجل وغضبه .. فكيف يحدث له كل هذا وكيف يتحمل مشقة الذهاب إلى البئر البعيد كل يوم منذ طفولته ثم يأتى هذا الرجل ليهدر كل هذا التعب ويصبح ما فعله لا قيمه له ولا معنى .. وما كان منه إلا أن أستيقظ باكرا فى اليوم التالى وأتى بشاة نافقه فألقاها فى البئر القريب ليفسده "

قلت متعجبا وقد أعترانى الفضول:

"ولكن لماذا أفسد البئر على غيره وعليه ولم يرحم نفسه من تعب ومشقة الذهاب إلى البئر البعيد وقد أكتشف أنها لا ضرر بها؟ أليس هذا ضرب من الجنون ؟"

ابتسم الشيخ وعاد ينظر لى وهو يرى تلك النظرة الحائرة التى أرتسمت على وجهى ..

" نعم هو جنون .. ولكنه لم يتحمل أن يرى عمرة وقد ضاع وهو يؤمن فى أعتقاد غير صائب فلم يرحم نفسه من المشقة ولكن قرر أن يصبح الأمر واقعا فأفسد البئر .. هكذا بعض الناس .. إذا أفسدت عليهم أعتقادهم أصبحت لهم عدواً .. فقد عرفوا الشىء وأعتادوا عليه ولم يعرفوا غيره وأستقرت أنفسهم إلى الأمر .. فإذا أخللت باستقرارهم حاربوك وإن كنت على صواب."

قلت ..

"إذا فالتعصب ما هو إلا ضعف فى النفس ودلالة على الشر لا الخير"

قال الشيخ ..

" لو كان الخير فى قلب الرجل الذى يسكن أمام البئر لترك البئر لجاره حتى وإن كان يشك فى ضرره .. ولكنه لم يفسده كى يحمى الجار من الضرر بل ليحمى نفسه من الشعور بالخيبه وضياع العمر فى الوهم "

أنهى الشيخ حديثه وقد أرتفع الأذان للصلاة ..

ورددت فى قلبى أن لا حول ولا قوة إلا بالله ..

حقا ما يحدث الأن ليس إلا شر .. يتعصب كل لرأيه ليس لرضا الخالق ولكن لإرضاء النفس التى تخشى أن ترى الحقيقة فتجدها مخالفة لما تفعل ، و يعميهم التعصب فيفسدون ولا يصلحون فى الأرض .. يتعصب بعض رجال الدين حتى يقودهم ذلك إلى الكذب على الله باسم الدين ، ويتعصب آخرون لمعاصيهم فيسيؤن للدين نفسه .. ولن تجد فى هؤلاء ولا هؤلاء خيرا ..

وقبل أن أسأل الشيخ عن الحل كانت الصلاة تقام .. ونظر الشيخ إلى الصفوف يعطينا الإجابة ..

أستقيموا .. استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم .. أقبلوا على الله بقلوب خاشعة وصلوا صلاة مودع ..



كتبها : وليد نبيه 5 يناير 2013

مقتل سمكة

أيقظتنى شقيقتى الصغرى ذلك اليوم على خبر جريمه بشعه حدثت فى حوض سمك الزينة خاصتها .. فقد قامت سمكه بتمزيق شقيقتها وانتزاع أحشائها ..

وعلى الفور قامت شقيقتى بعمليه كبيره لتنظيف الحوض من تلك الأشلاء وتطهير المحتويات حتى لا تتضرر باقى الأسماك .. والأهم أنها قامت بتنفيذ حكم القصاص فى السمكه المفترسه وقامت بإلقائها فى سلة المهملات كى تلفظ انفاسها حتى لا تكرر فعلتها مرة أخرى وتتسبب فى المزيد من الضحايا ..

كان الأمر محزنا منظر تلك السمكه الممزقه المسكينه وقد شق بطنها وخرجت أحشائها .. وعلى الجانب الأخر كان مؤلما منظر السمكه الجانيه وهى تحاول جاهدة أن تتعلق بالحياة فترفع رأسها بحثاً عن الهواء فلا تجد فتعود لتستكين فى حالة انتظار الموت ..

وعدت لأنظر إلى تلك السمكة التى تلفظ أنفاسها وقد بدأت فى قلبى الرحمة تجاه مخلوق يموت ..

وفجأه قفز إلى ذهنى خاطر أستوقفنى كثيراً ..

فهذه السمكة التى تمزقت وخرجت أحشائها وألمنى منظرها هى شقيقة تلك الأخريات التى وقفت مبتسماً أرقب السماك وهو يقوم بتنظيفها وأنا أمنى نفسى بوجبة ممتعة من تلك السمكات الطازجة التى سأخذها إلى منزلى للطهو ..

وتلك الجانية التى تركناها تلفظ أنفاسها فى الهواء وشعرت تجاهها بالإشفاق وتمنيت أن ينتهى عذابها سريعا تركتها بنفسى من قبل عندما تعلقت بسنارتى وأنا فى رحلة صيد وتركتها فى الصندوق بجوارى أنظر إليها فى سعادة انتصار وهى تحاول التعلق بالحياة وتمنيت أن تظل أطول فترة على قيد الحياة حتى نعود من تلك الرحلة كى لا تفسد فى الطريق ..

وتفكرت كيف للمرء أن يزن نفس الأمر بمكيالين وكيف له أن يشعر مرة بالحزن ومرة بالسعادة على نفس الفعل ذاته ..

وكيف يبرر لنفسه المواقف حسب رغبته واحتياجاته .. تلك الحاجة التى تجعلنا نقبل أشياء قد ترفضها نفوسنا فى الأحوال العادية ، وتجعلنا نقدم التنازلات أمام أنفسنا ونتجاهل تماما التفكير حتى فى المبررات التى دفعتنا لهذا ..

وكيف أنه ليس هناك خطأ مطلق أو صواب مطلق فى بعض الأمور ..

وأن علينا أن نتوقف لحظة لنزن الأمر بعين الأخر .. ونرى الدنيا من منظور مختلف .. وألا نجعل تحمسنا لأفكارنا يطغى على عقولنا فيعمينا عن الحق ..

ولم أجد إلا أن أتضرع إلى الله بالدعاء وأنا أرى رجلاً يقتل أخاه بل و يسرف فى القتل بلا رحمة ، حتى وإن إختلف معه فى الفكر أوالمذهب أو حتى الدين ..

اللهم اجمع شملنا وألف بين قلوبنا ووحد صفوفنا .. اللهم ، رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
 
كتبها وليد نبيه 2-7-2013

حلمى حلمك - قصه قصيرة

استيقظت من نومها فزعه ونظرت إلى زوجها النائم بجوارها فى خوف تتأمل ملامحه الهادئه وقلبها ينبض فى عنف إذ استيقظت على حلم مفزع ، وأحس بحركتها فى الفراش ففتح عينيه فى وهن ينظر إليها متسائلا عن سبب استيقاظها ..

ابتسمت فى براءه وهى تقول

"رأيت حلماً مفزعا"

مد يده ليحيط كتفها ويعيدها إلى النوم وهو يقول :

"لا تخافى انه مجرد حلم هيا أغمضى عينيك ونامى من جديد "

"لازلت خائفه "

"لا تخافى أنا بجانبك .. قصى على ذلك الحلم"

صمتت لحظات تتذكر الحلم قبل أن تقول فى صوت مرتعش :

"رأيت أننى أسير فى الظلام .. كان ظلاما حالكا لا أكاد أرى فيه شىء .. حتى السماء لم يكن بها ضوء من قمر أو نجوم .. وكان المطر ينهمر وأنا أسير حافية القدمين أخطو وسط برك المياه التى خلفتها الأمطار والخوف يغمرنى .. ثم أتيت أنت من بعيد وفى يديك خفين .. فابتسمت لى ثم أمسكت بقدمى وألبستنى إياها"

ابتسم الزوج فى سعاده وهو يقول :

"هل ترين ! سوف تجديننى حيثما ذهبتى .. أنا معك حتى فى الحلم وسأنقذك من أى سوء"

وابتسمت له وأغمضت عينيها وهى تقول :

"نعم أنت منقذى دائما"

ثم عادت لتدفن رأسها فى صدره وتنام ..

وفى الصباح الباكر بعد أن توجه الزوج لعمله بدأت تبحث عن معنى الحلم وترسل لمفسرى الأحلام .. كان الأمر يزعجا حقاً إلى حد كبير .. وكان ما وصلت إليه من نتائج التفسير أن هناك مشكله سوف تحدث لها أوأن هناك من يضمر لها الشر ، ولكن زوجها سيأتى ليقدم لها العون ويحميها كما قدم لها الخفين فى الحلم ..

وفى الليله التاليه تكرر الحلم .. وكأنه يؤكد عليها ضرورة أن تنتبه .. واستيقظت فزعة مرة أخرى فى الليلة الثالثة ولكنها لم تخبر زوجها عن التكرار حتى لا يسخر من خوفها وإن لم تكن تلك عادته ولكنه فى الأونة الأخيرة تغير بعض الشىء وشيئاً فى عينيه يخبرها أنه يخفى شيئاً ما ..

وبدأت فى الاتصال بإخوته ثم زوجات أصدقائه .. تحاول اختراع أى سبب للحديث إذ لم يكن من عادتها الاتصال سوى فى المناسبات ولكن قلقها كان أقوى منها .. فربما أحست من أحدهم شيئا يرشدها لذلك الشر الذى سيحدث ولا تعرفه ..

كانت تشعر أن زوجها قد تغير منذ فترة .. لم يكن يتحدث معها كما كان ولم يعد يضحك من قلبه كما كان .. وبدأت القلق المسيطر عليها يتملكها ويدفعها هى الأخرى للتغير ، فلم تعد تشعر أنها تضحك ولكنها تحرك شفتيها .. ولم تعد تخرج من المنزل مع صديقاتها .. بل أصبحت تجلس فى المنزل نهارا تفكر وكأنها تنتظر حدثا لا تعرفه وتجلس ليلا إلى جوار زوجها شاردة تفكر وعيناها لا تفارقانه وكأنها تخاف أن تجد نفسها من دونه فجأه فتشتد بها المخاوف ..

وبدأت أمراً لم تفعله أبداً منذ تزوجت .. بدأت تفتش فى أغراض زوجها .. كانت ترفض ذلك وتمقته من داخلها فلم تكن أبداً تلك الزوجة ولكن دافعاً أقوى كان يحركها رغماً عنها ..

وتوقفت عيناها عند تلك الأوراق وامسكت بها تقرأ .. لقد رأت تلك الأوراق فى يد زوجها منذ أيام وأسرع يخفيها فى درج مكتبه عندما دخلت عليه وقد لاحظت توتره ولكنها لم تعر الأمر اهتماما .. أخذت تقلب فى الأوراق وترقرق الدمع فى عينيها وتوقفت لحظات تفكر ثم اتخدت قراراً و أسرعت إلى الهاتف تتصل بأخيها ..

وعندما عاد زوجها من العمل كان أكثر إشراقا وقد بدت الراحه والطمأنينه تكسو ملامحه ولاحظت أن ابتسامته الليله تختلف كثيراً عن الأيام الماضية ..

وفى المساء قامت لتعد له كوبا من الشاى ، ولم تلحظ اثناء حركتها أنها صدمت كأسا زجاجيا ليسقط على الأرض بجوارها ويتناثر الزجاج فى كل مكان .. وأسرع زوجها إليها عندما سمع صوت الارتطام .. ونظر إليها فى جزع وهو يقول :

"هل أصابك شىء؟"

نظرت إليه وهى تقول :

"لا لا تقلق"

"ليس فى قدميك شىء .. لا تتحركى من مكانك "

وأسرع يبحث عن خفيها ثم يعود ليضعها فى قدميها وهو يقول ضاحكا :

"لقد تذكرت حلمك الأن .. هل رأيت .. لقد أنقذتك "

ابتسمت هى الأخرى فى سعاده وهى تقول :

"نعم .. أنت منقذى دائما"

وأحست بالراحه وهى تراه يضحك من قلبه من جديد .. وتذكرت الحلم الذى شغلها تلك الأيام .. وابتسمت وهى تتذكر كيف روت له الحقيقه معكوسة .. فقد رأته هو حافى القدمين وهى من قدمت له الخفين .. كانت تحبه بصدق وتخشى عليه وأحست بقلبها قبل التفسيرات أن هناك شيئا يحيط به من الخطر ولكنها لم تشأ أن تنقل إليه جزعها من الحلم وتزيد من مخاوفه إن كان هناك شىء بالفعل .. وعندما بحثت حوله كانت تريد أن تعلم مشكلته التى يخفيها فربما كان بوسعها فعل أى شىء ، وكانت تلك الأوراق التى وجدتها فى مكتبه هى مفتاح السر .. كانت شركته الخاصة تعانى من مشكله كبيره بسبب القروض وعدم قدرتها على السداد منذ شهور ومخاطبات بينه وبين الشركاء يطالبونه بتصفيه الشركة والحصول على أنصبتهم بعد سداد القروض ، وكانت تعلم جيدا أن تلك الشركه هى طفلته التى يحبها لدرجه الجنون وتصدعها هو موت بطىء له ، وتذكرت ابتسامته أول يوم أسس فيه تلك الشركة و احتفالهما بمناسبة صفقته الأولى وكيف بذل من وقته وجهدة كى تستمر هذه الشركة وسط كل الصعاب ودمعت عيناها .. وكان الحل أمامها هو أخيها الوحيد ..

"نعم أنا منقذك "

قالها ثم حملها بين ذراعيه وسار بها وهو يقول :

"نسيت أن أخبرك.. لقد اتصل بى شقيقك اليوم من كندا يطلب منى استثمار بعض أمواله فى شركتى "

رفعت حاجبيها كأنها لا تعلم :

"حقاً .. وماذا قلت له ؟"

"سوف أفكر بالأمر "

ابتسمت وهى تقول فى حنان :

"رجاء لا تخذله يا عزيزى"

عاد يبتسم لها وهو يقول فى صوت واثق :

"لا تخافى يا عزيزتى .. الابطال مثلى لا يرفضون طلباً لأحد "


 كتبها وليد نبيه "16-1-2014"

الجمعة، 13 مارس 2009

فن تحقيق الأهداف




تم بحمد الله عقد محاضره فى جمعية الروان الخيرية يوم الجمعة الموافق 6 مارس 2009 بعنوان "فن تحقيق الأهداف"
قمنا فيها بشرح أساليب تقييم الذات وتحديد الأهداف وسبل الوصول إليها ..
جزى الله القائمين على جمعيه الروان خيرا وجعل عملنا جميعا خالصا لوجهه الكريم.

الثلاثاء، 17 فبراير 2009

أين أنت فى الحياة ؟ - تحليل سوات SWOT Analysis



"إحرص على أن تعرف نفسـك فتلك مهمه شــاقه لا تعدلها مشـقه أى مهمة أخرى فى الـحـيـاة"Miguel Cervantes


بدأنا فى المقال السابق الحديث عن أهمية التخطيط الاستراتيجى ، وذكرنا أن الخطوة الأولى فى عملية التخطيط هى تحديد الموقف الحالى ، ويتم استخدام عدد من الطرق فى عملية التقييم من اهمها ما يطلق علية التحليل الرباعى SWOT Analysis
وتلك الأحرف SWOT هى اختصار لأربعة كلمات هى أركان عملية التحليل

S = Strengths نقاط القوة
W= Weaknesses نقاط الضعف
O = Opportunities الفرص
T = Threats التهديدات

ويستخدم فى التحليل شكل مكون من أربعة مربعات كما يلى :





نقاط القوة Strengths

ان التعرف على نقاط القوة الكامنة بداخلنا هو أول الطريق ، فإذا لم نعرف ما نمتلك من قدرات لن نتمكن من معرفة مدى إمكانية تحقيق أهدافنا .. كما لن ندرك كيف نستطيع الحفاظ على تلك القوة ومحاولة زيادتها .
فإذا لم أعرف أن بإمكانى السباحة إلى الطرف الأخر من النهر فسوف أظل مكانى وربما فوت على كل الفرص التى تنتظرنى بالجانب الأخر ..

نقاط الضعف Weaknesses
وهى تلك النقاط التى يجب أن نسعى للتخلص منها وعلاجها بأى وسيلة حتى لا تعوقنا عن تحقيق الأهداف المحددة أو قد يستغلها الأخرون للوصول إلينا سواء كنا فرداً أو مؤسسة ..
هل سمعت عن "وتر أخيل" ؟
يروى "هوميروس" فى ملحمة "الإلياذة" بعض الأساطير عن بطل يونانى أسمه "أخيل" وحتى يصبح غير هالك قامت أمه بغمره في مياه نهر مقدس (طبعا فى الأساطير) ، إلا أنها وحين غمرته كانت ممسكة بعقبه من الوتر، فكان هذا المكان الوحيد في جسمه الذي لم يغمره الماء، وأصبح ذلك نقطة ضعفه ، وأثناء حرب طروادة استطاع "أخيل" أن يحقق انتصارات باهرة إلا أن معرفة نقطة ضعفه مكنت أعداؤه من تصويب سهم إلى وتره فاستطاعوا قتله بذلك .


الفرص Opportunities

قد يكون البعض محظوظاً ولكن الأكثر حظا هو الذى يغتنم الفرص ..
هكذا يقولون و فى اعتقادى أن هذه الجملة صائبة إلى حد كبير ، فأنا أؤمن أن الله يرسل الرزق لجميع خلقه إنما يترك علينا الأخذ بالأسباب ..
ومعرفة الفرص المتاحة أمامنا هو أحد السبل للوصول إلى الأهداف ، والجهل بالفرص يتيح للأخرين الحصول عليها.

التهديدات Threats
ومعرفة التهديد يمكن بشكل كبير من تجنبه فى معظم الأحوال ، ويعتبر التنبؤ بالتهديدات المتوقعه هو الشغل الشاغل لبعض المؤسسات الأمنية وقد جبلت النفس البشرية على الخوف من الضرر ومحاولة تجنب ما يمكن توقعه من تهديدات .
وأمثلة ذلك متعددة فى حياتنا اليومية فسوف نجد أننا نتابع النشرة الجوية للاحتياط من الحر الشديد أو الأمطار ، وتضع الشركات أنظمة أمنيه متعددة للإنذار بوجود حريق .
ومعرفتك بوجود حفرة فى أحد الطرق يمكنك من اتخاذ طريق بديل وتجنب الخطر المحتمل ، وهو بشكل عام الهدف الرئيسى لتحليل التهديدات .


فى نهاية هذه التعريفات أود أن أشير إلى شىء قد يبدو منطقيا إلا أنه من الواجب ذكره للتفرقه بين نقاط القوة والفرص ، وبين نقاط الضعف والتهديدات ..



أولا : نقاط القوة ونقاط الضعف هى تعبر عن الحاضر ، أى ما نملكه من نقاط قوة ونقاط ضعف فى الوقت الحالى
ثانيا : نقاط القوة ونقاط الضعف هى عوامل داخلية ، أى أنها تنبع من الداخل فى شخصيتنا أو فى مؤسستنا
ثالثاً : نقاط الفرص والتهديدات هى تعبر عن المستقبل ، أى أنها نقاط يتم توقعها بالنسبة للمستقبل وليس الحاضر
رابعا : نقاط الفرص والتهديدات هى عوامل خارجية ، أى أنها تنبع من جهات خارجية ويمكن أن تؤثر بنا
خامسا : القوة والفرص هى نقاط إيجابية .
سادساً : الضعف والتهديدات هى نقاط سلبية .



والأن هل عرفت معنى كل من تلك الأحرف الأربعة ؟
عليك الأن أن تجلس فى مكان هادىء و تضع امامك ورقة كبيرة
ثم قم برسم تلك المربعات الأربعة
وابدا بكتابة كل ما تفكر به فى تلك المربعات
وسوف نقوم فى المرة القادمة باستكمال خطوات التحليل معا بإذن الله والوصول إلى النتائج .
شاهد فيديو المحاضرة
https://www.youtube.com/watch?v=Ot32Wlii1oY&feature=youtu.be

 

Sitemeter