السبت، 25 يناير 2014

مقتل سمكة

أيقظتنى شقيقتى الصغرى ذلك اليوم على خبر جريمه بشعه حدثت فى حوض سمك الزينة خاصتها .. فقد قامت سمكه بتمزيق شقيقتها وانتزاع أحشائها ..

وعلى الفور قامت شقيقتى بعمليه كبيره لتنظيف الحوض من تلك الأشلاء وتطهير المحتويات حتى لا تتضرر باقى الأسماك .. والأهم أنها قامت بتنفيذ حكم القصاص فى السمكه المفترسه وقامت بإلقائها فى سلة المهملات كى تلفظ انفاسها حتى لا تكرر فعلتها مرة أخرى وتتسبب فى المزيد من الضحايا ..

كان الأمر محزنا منظر تلك السمكه الممزقه المسكينه وقد شق بطنها وخرجت أحشائها .. وعلى الجانب الأخر كان مؤلما منظر السمكه الجانيه وهى تحاول جاهدة أن تتعلق بالحياة فترفع رأسها بحثاً عن الهواء فلا تجد فتعود لتستكين فى حالة انتظار الموت ..

وعدت لأنظر إلى تلك السمكة التى تلفظ أنفاسها وقد بدأت فى قلبى الرحمة تجاه مخلوق يموت ..

وفجأه قفز إلى ذهنى خاطر أستوقفنى كثيراً ..

فهذه السمكة التى تمزقت وخرجت أحشائها وألمنى منظرها هى شقيقة تلك الأخريات التى وقفت مبتسماً أرقب السماك وهو يقوم بتنظيفها وأنا أمنى نفسى بوجبة ممتعة من تلك السمكات الطازجة التى سأخذها إلى منزلى للطهو ..

وتلك الجانية التى تركناها تلفظ أنفاسها فى الهواء وشعرت تجاهها بالإشفاق وتمنيت أن ينتهى عذابها سريعا تركتها بنفسى من قبل عندما تعلقت بسنارتى وأنا فى رحلة صيد وتركتها فى الصندوق بجوارى أنظر إليها فى سعادة انتصار وهى تحاول التعلق بالحياة وتمنيت أن تظل أطول فترة على قيد الحياة حتى نعود من تلك الرحلة كى لا تفسد فى الطريق ..

وتفكرت كيف للمرء أن يزن نفس الأمر بمكيالين وكيف له أن يشعر مرة بالحزن ومرة بالسعادة على نفس الفعل ذاته ..

وكيف يبرر لنفسه المواقف حسب رغبته واحتياجاته .. تلك الحاجة التى تجعلنا نقبل أشياء قد ترفضها نفوسنا فى الأحوال العادية ، وتجعلنا نقدم التنازلات أمام أنفسنا ونتجاهل تماما التفكير حتى فى المبررات التى دفعتنا لهذا ..

وكيف أنه ليس هناك خطأ مطلق أو صواب مطلق فى بعض الأمور ..

وأن علينا أن نتوقف لحظة لنزن الأمر بعين الأخر .. ونرى الدنيا من منظور مختلف .. وألا نجعل تحمسنا لأفكارنا يطغى على عقولنا فيعمينا عن الحق ..

ولم أجد إلا أن أتضرع إلى الله بالدعاء وأنا أرى رجلاً يقتل أخاه بل و يسرف فى القتل بلا رحمة ، حتى وإن إختلف معه فى الفكر أوالمذهب أو حتى الدين ..

اللهم اجمع شملنا وألف بين قلوبنا ووحد صفوفنا .. اللهم ، رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
 
كتبها وليد نبيه 2-7-2013

هناك تعليق واحد:

  1. تاريخ النشر يوحي بإسقاط قوي..سلمت يمينك

    ردحذف

يشرفنا تعليقك على الموضوعات

Sitemeter