السبت، 25 يناير 2014

حلمى حلمك - قصه قصيرة

استيقظت من نومها فزعه ونظرت إلى زوجها النائم بجوارها فى خوف تتأمل ملامحه الهادئه وقلبها ينبض فى عنف إذ استيقظت على حلم مفزع ، وأحس بحركتها فى الفراش ففتح عينيه فى وهن ينظر إليها متسائلا عن سبب استيقاظها ..

ابتسمت فى براءه وهى تقول

"رأيت حلماً مفزعا"

مد يده ليحيط كتفها ويعيدها إلى النوم وهو يقول :

"لا تخافى انه مجرد حلم هيا أغمضى عينيك ونامى من جديد "

"لازلت خائفه "

"لا تخافى أنا بجانبك .. قصى على ذلك الحلم"

صمتت لحظات تتذكر الحلم قبل أن تقول فى صوت مرتعش :

"رأيت أننى أسير فى الظلام .. كان ظلاما حالكا لا أكاد أرى فيه شىء .. حتى السماء لم يكن بها ضوء من قمر أو نجوم .. وكان المطر ينهمر وأنا أسير حافية القدمين أخطو وسط برك المياه التى خلفتها الأمطار والخوف يغمرنى .. ثم أتيت أنت من بعيد وفى يديك خفين .. فابتسمت لى ثم أمسكت بقدمى وألبستنى إياها"

ابتسم الزوج فى سعاده وهو يقول :

"هل ترين ! سوف تجديننى حيثما ذهبتى .. أنا معك حتى فى الحلم وسأنقذك من أى سوء"

وابتسمت له وأغمضت عينيها وهى تقول :

"نعم أنت منقذى دائما"

ثم عادت لتدفن رأسها فى صدره وتنام ..

وفى الصباح الباكر بعد أن توجه الزوج لعمله بدأت تبحث عن معنى الحلم وترسل لمفسرى الأحلام .. كان الأمر يزعجا حقاً إلى حد كبير .. وكان ما وصلت إليه من نتائج التفسير أن هناك مشكله سوف تحدث لها أوأن هناك من يضمر لها الشر ، ولكن زوجها سيأتى ليقدم لها العون ويحميها كما قدم لها الخفين فى الحلم ..

وفى الليله التاليه تكرر الحلم .. وكأنه يؤكد عليها ضرورة أن تنتبه .. واستيقظت فزعة مرة أخرى فى الليلة الثالثة ولكنها لم تخبر زوجها عن التكرار حتى لا يسخر من خوفها وإن لم تكن تلك عادته ولكنه فى الأونة الأخيرة تغير بعض الشىء وشيئاً فى عينيه يخبرها أنه يخفى شيئاً ما ..

وبدأت فى الاتصال بإخوته ثم زوجات أصدقائه .. تحاول اختراع أى سبب للحديث إذ لم يكن من عادتها الاتصال سوى فى المناسبات ولكن قلقها كان أقوى منها .. فربما أحست من أحدهم شيئا يرشدها لذلك الشر الذى سيحدث ولا تعرفه ..

كانت تشعر أن زوجها قد تغير منذ فترة .. لم يكن يتحدث معها كما كان ولم يعد يضحك من قلبه كما كان .. وبدأت القلق المسيطر عليها يتملكها ويدفعها هى الأخرى للتغير ، فلم تعد تشعر أنها تضحك ولكنها تحرك شفتيها .. ولم تعد تخرج من المنزل مع صديقاتها .. بل أصبحت تجلس فى المنزل نهارا تفكر وكأنها تنتظر حدثا لا تعرفه وتجلس ليلا إلى جوار زوجها شاردة تفكر وعيناها لا تفارقانه وكأنها تخاف أن تجد نفسها من دونه فجأه فتشتد بها المخاوف ..

وبدأت أمراً لم تفعله أبداً منذ تزوجت .. بدأت تفتش فى أغراض زوجها .. كانت ترفض ذلك وتمقته من داخلها فلم تكن أبداً تلك الزوجة ولكن دافعاً أقوى كان يحركها رغماً عنها ..

وتوقفت عيناها عند تلك الأوراق وامسكت بها تقرأ .. لقد رأت تلك الأوراق فى يد زوجها منذ أيام وأسرع يخفيها فى درج مكتبه عندما دخلت عليه وقد لاحظت توتره ولكنها لم تعر الأمر اهتماما .. أخذت تقلب فى الأوراق وترقرق الدمع فى عينيها وتوقفت لحظات تفكر ثم اتخدت قراراً و أسرعت إلى الهاتف تتصل بأخيها ..

وعندما عاد زوجها من العمل كان أكثر إشراقا وقد بدت الراحه والطمأنينه تكسو ملامحه ولاحظت أن ابتسامته الليله تختلف كثيراً عن الأيام الماضية ..

وفى المساء قامت لتعد له كوبا من الشاى ، ولم تلحظ اثناء حركتها أنها صدمت كأسا زجاجيا ليسقط على الأرض بجوارها ويتناثر الزجاج فى كل مكان .. وأسرع زوجها إليها عندما سمع صوت الارتطام .. ونظر إليها فى جزع وهو يقول :

"هل أصابك شىء؟"

نظرت إليه وهى تقول :

"لا لا تقلق"

"ليس فى قدميك شىء .. لا تتحركى من مكانك "

وأسرع يبحث عن خفيها ثم يعود ليضعها فى قدميها وهو يقول ضاحكا :

"لقد تذكرت حلمك الأن .. هل رأيت .. لقد أنقذتك "

ابتسمت هى الأخرى فى سعاده وهى تقول :

"نعم .. أنت منقذى دائما"

وأحست بالراحه وهى تراه يضحك من قلبه من جديد .. وتذكرت الحلم الذى شغلها تلك الأيام .. وابتسمت وهى تتذكر كيف روت له الحقيقه معكوسة .. فقد رأته هو حافى القدمين وهى من قدمت له الخفين .. كانت تحبه بصدق وتخشى عليه وأحست بقلبها قبل التفسيرات أن هناك شيئا يحيط به من الخطر ولكنها لم تشأ أن تنقل إليه جزعها من الحلم وتزيد من مخاوفه إن كان هناك شىء بالفعل .. وعندما بحثت حوله كانت تريد أن تعلم مشكلته التى يخفيها فربما كان بوسعها فعل أى شىء ، وكانت تلك الأوراق التى وجدتها فى مكتبه هى مفتاح السر .. كانت شركته الخاصة تعانى من مشكله كبيره بسبب القروض وعدم قدرتها على السداد منذ شهور ومخاطبات بينه وبين الشركاء يطالبونه بتصفيه الشركة والحصول على أنصبتهم بعد سداد القروض ، وكانت تعلم جيدا أن تلك الشركه هى طفلته التى يحبها لدرجه الجنون وتصدعها هو موت بطىء له ، وتذكرت ابتسامته أول يوم أسس فيه تلك الشركة و احتفالهما بمناسبة صفقته الأولى وكيف بذل من وقته وجهدة كى تستمر هذه الشركة وسط كل الصعاب ودمعت عيناها .. وكان الحل أمامها هو أخيها الوحيد ..

"نعم أنا منقذك "

قالها ثم حملها بين ذراعيه وسار بها وهو يقول :

"نسيت أن أخبرك.. لقد اتصل بى شقيقك اليوم من كندا يطلب منى استثمار بعض أمواله فى شركتى "

رفعت حاجبيها كأنها لا تعلم :

"حقاً .. وماذا قلت له ؟"

"سوف أفكر بالأمر "

ابتسمت وهى تقول فى حنان :

"رجاء لا تخذله يا عزيزى"

عاد يبتسم لها وهو يقول فى صوت واثق :

"لا تخافى يا عزيزتى .. الابطال مثلى لا يرفضون طلباً لأحد "


 كتبها وليد نبيه "16-1-2014"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا تعليقك على الموضوعات

Sitemeter